وسط تصعيد دموي استمر عامين بين إسرائيل وحماس، تحقق اختراق دبلوماسي تاريخي إذ أعلنت الأطراف وقفاً لإطلاق النار ودخل الاتفاق حيّز التنفيذ مع مغادرة الدبابات الإسرائيلية قطاع غزة وتعهد المسلحين بالإفراج عن جميع الرهائن الأحياء. صحيفة نيويورك تايمز وغيرها من المصادر الدولية كشفت أن هذا الإنجاز جاء بعد وساطة مكثفة قادها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمشاركة فعالة من صهره جاريد كوشنر، صاحب تجربة «اتفاقيات أبراهام» السابقة.
أدار فريق ترامب مفاوضات سرية شاركت فيها الإمارات وتركيا وباكستان وإندونيسيا، وتمكّن بفضل ضمانات أمنية وتحالفات متجددة من دفع الأطراف نحو اتفاق شمل خطوات ملموسة، منها إطلاق سراح الأسرى وتقديم تسهيلات للمنظمات الإنسانية وفتح الباب أمام ترتيبات مستقبلية لإعادة إعمار غزة.
كوشنر وصف جوهر نجاح المفاوضات بفهم الشخصيات وتحديد مساحة المناورة لكل طرف؛ بينما اعتبر خبراء أن جمع مثل هذا الطيف من الفاعلين حول طاولة واحدة، تحت رعاية أميركية مباشرة، يمثل نقطة تحول في مسار العلاقات الإقليمية. ورغم استمرار التحديات، يرى أغلب المراقبين أن وقف إطلاق النار يشكل بداية جديدة لمسار الحلول السياسية، وربما يفتح الطريق أمام نموذج جديد لإدارة الأزمات المعقدة في الشرق الأوسط.