أثار حادث وقع مؤخرًا في العاصمة البلجيكية بروكسل موجة من الغضب والجدل، بعد أن أقدم شخص في وضع غير قانوني على استخدام الشعلة الأبدية المكرسة لذكرى "الجندي المجهول" من أجل قلي بيض في مقلاة. واعتبر كثيرون أن الحادث يمثل إهانة لرمز وطني يجسد ذاكرة الجنود الذين سقطوا في الحروب.
وتزامنت هذه الواقعة مع نقاش سياسي حساس في بلجيكا حول مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما أضفى على الحادثة بعدًا سياسيًا إضافيًا استُخدم في النقاش العام عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. فقد ندد مسؤولون رسميون ومعلقون سياسيون بالتصرف باعتباره غير مقبول، فيما دعا آخرون إلى التعامل مع القضية من زاوية اجتماعية وقانونية، بعيدًا عن استغلالها لتأجيج الانقسامات.
الشرطة البلجيكية سارعت إلى التدخل وفتح تحقيق لمعالجة ملابسات الحادث والتثبت من هوية الشخص المعني وخلفياته. وتؤكد السلطات أن مثل هذه الممارسات تمثل خرقًا للقوانين والنظام العام، إلى جانب مساسها بمكان رمزي يحمل دلالات وطنية عميقة.
تسعى الحكومة البلجيكية اليوم، بين ضغوط الملفات الداخلية والخارجية، إلى الموازنة بين حفظ الرموز الوطنية واحترام القيم الديمقراطية في التعامل مع قضايا الهجرة والاندماج. ويبقى الحادث مثالًا على الكيفية التي يمكن أن يتقاطع فيها الفعل الفردي مع الديناميات السياسية والمجتمعية في بلد يشهد سجالات متواصلة حول الهوية والسياسات الخارجية.