شهدت ضفة نهر التايمز في غرب لندن عملية تنظيف استثنائية لإزالة تكدس هائل من المناديل المبللة، حيث تراكم حوالي 180 طنًا من النفايات المضغوطة في منطقة هامرسميث، مسببة تغييرات في مجرى النهر وخطرًا متزايدًا على البيئة المحلية. هذه "الجزيرة"، التي يصل طولها إلى 250 مترًا وارتفاعها إلى متر واحد، تشكلت تدريجياً نتيجة التخلص الجماعي للسكان المحليين من المناديل في المراحيض، إذ أن هذه المنتجات تحتوي على البلاستيك ولا تتحلل في الماء.
تحولت كتلة النفايات إلى رمز لمشكلات التلوث في العاصمة البريطانية، وتسببت على مدار أعوام في تراكم طبقة يصل سمكها إلى متر وامتدت على مساحة تقارب حجم ملعبين للتنس. وبمرور الوقت، أثرت بشكل ملحوظ على تدفق المياه وأثارت قلق السلطات حول مصير النظام البيئي في النهر، إذ تهدد حياة الأسماك والطيور والأنواع الأخرى بسبب إطلاق الألياف البلاستيكية والمخاطر الناجمة عن تغير البيئة.
انطلقت عملية التنظيف في شهر أغسطس باستخدام آلات ثقيلة وجرافات لنقل النفايات في حاويات، بعد سنوات من جهود التطوع اليدوية لجمع ملايين المناديل. وبالتوازي مع العمل الميداني، أجرت إدارة ميناء لندن دراسة بيئية مستقلة قبل بدء العملية لضمان حماية الحياة المائية وتقليل التأثيرات البيئية].
يستمر التحذير من خطورة التخلص غير الصحيح من المناديل المبللة على شبكة الصرف ومياه النهر، إذ أظهرت التحليلات أن نسبة كبيرة من الأسماك تحتوي على ألياف بلاستيكية في أجسامها. وتشدد السلطات على أهمية الوعي المجتمعي للحد من المشاكل البيئية وتعزيز الحفاظ على نهر التايمز كعنصر أساسي في حياة العاصمة البريطانية.