بوب مارت تحقق قفزة عالمية بفضل دمى “لابوبو” ونموذج الصناديق المفاجئة

أضيف بتاريخ 08/23/2025
منصة أخبار


سجلت شركة **بوب مارت** الصينية للألعاب الترفيهية نمواً استثنائياً خلال النصف الأول من عام 2025، مدفوعة بالانتشار العالمي لدمى "لابوبو" التي تحولت من مجرد منتج جمعي محدود إلى ظاهرة ثقافية عابرة للحدود. فقد ارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 204 في المئة لتصل إلى نحو 13.9 مليار يوان، أي ما يعادل 1.93 مليار دولار، فيما قفز صافي الأرباح إلى 4.57 مليار يوان، ما يمثل زيادة تقارب خمسة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.  

انتشار هذه الدمى يعود جزئياً إلى الزخم الذي منحته شخصيات بارزة في عالم الترفيه، إذ ساهمت نجمة الكيبوب ليسا من فرقة بلاكبينك في تسليط الضوء عليها منذ بداية 2024 بعدما ظهرت بها على منصات التواصل الاجتماعي، لتلتحق بها أسماء عالمية مثل ريهانا ودوا ليبا وديفيد بيكهام الذين حرصوا على اقتنائها كإكسسوار لافت. هذا البعد الجديد حوّل "لابوبو" إلى أيقونة عصرية ارتبطت بالموضة والترف بقدر ارتباطها بثقافة جمع الألعاب.  

في الوقت ذاته، رسخ نموذج البيع عبر "الصناديق العمياء" مكانته كأحد أكثر استراتيجيات بوب مارت نجاحاً، إذ يقوم المستهلك بشراء صندوق مجهول دون معرفة الشكل الذي سيحصل عليه، مما يخلق حافزاً لتكرار الشراء ويغذي سوقاً ثانوية نشطة تعيد بيع النماذج النادرة بأسعار قد تصل إلى آلاف الدولارات. وقد عُرض مجسم ضخم من "لابوبو" في مزاد خلال يونيو الماضي بسعر ناهز 150 ألف دولار، وهو انعكاس مباشر للتحول من لعبة شعبية إلى قطعة فنية جامعية.  

هذا النمو انعكس على الأداء المالي للشركة، حيث ارتفعت هوامش الربح الإجمالية إلى 70.3 بالمئة، مستفيدة من توسعها في الأسواق الدولية وإعادة تصميم منتجاتها بما يتماشى مع تفضيلات المستهلكين. الحضور العالمي تعزز أيضاً بفضل افتتاح متاجر رئيسية في مواقع استراتيجية مثل تايمز سكوير في نيويورك ووسط باريس وملبورن، إضافة إلى اعتماد قوي على منصات التجارة الإلكترونية وفي مقدمتها "تيك توك شوب"، التي شهدت قفزات غير مسبوقة في حجم المبيعات داخل الولايات المتحدة.  

ورغم المخاوف التي أثارتها هذه الاستراتيجية في الصين، حيث فُرض حظر بيع الصناديق العمياء للأطفال دون سن الثامنة، فإن بوب مارت تواصل تعزيز مكانتها كلاعب محوري في سوق الترفيه العالمي. بقيمة سوقية قاربت 40 مليار دولار وتغلبها على شركات ذات تاريخ عريق مثل سانريو المالكة لشخصية "هالو كيتي"، تبدو الشركة في مرحلة تعيد رسم ملامح صناعة الألعاب من خلال المزج بين ثقافة البوب العالمية ونموذج تسويق قائم على الندرة والإثارة.