اعترفت الحكومة الإيطالية باستخدام برمجيات التجسس من شركة "باراغون" الإسرائيلية لاستهداف نشطاء من منظمة "ميديتيرانيا سايفنغ هيومانز" التي تعمل على إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط. حسب تقرير لجنة أمن الجمهورية في البرلمان الإيطالي (COPASIR)، تمت الموافقة على مراقبة الناشطين لوكا كاساريني وجوزيبي كاتشيا في 5 سبتمبر 2024، بناءً على قرار من نائب وزير الداخلية ألفريدو مانتوفانو، المسؤول عن ملفات الاستخبارات في حكومة جورجيا ميلوني.
وقد بررت الحكومة هذه الخطوة بأنها لم تستهدف الناشطين بوصفهم مدافعين عن حقوق الإنسان، بل بسبب أنشطتهم التي يُخشى أن تكون مرتبطة بالهجرة غير النظامية، مؤكدة أن كل العمليات تمت بشكل قانوني وبموافقة النيابة العامة. لكن القصة لا تقف عند هذا الحد؛ إذ تقدم عدد من أعضاء منظمة "ميديتيرانيا" شكاوى رسمية لدى الشرطة حول تعرضهم لهجمات برمجيات التجسس، ومن بينهم الأب ماتيا فيراري، كاهن سفينة الإنقاذ التابعة للمنظمة.
كما كشفت تحقيقات صحفية وأبحاث أمنية أن ناشطين آخرين خارج إيطاليا تم استهدافهم أيضاً، مثل الناشط الليبي حمام القماطي المقيم في السويد، والذي يسلط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا، وكذلك ديفيد يامبيو الذي قدم أدلة لمحكمة الجنايات الدولية حول انتهاكات حقوق المهاجرين في ليبيا.
هذه الحالات ليست معزولة، بل هي جزء من تزايد ظاهرة استخدام برمجيات التجسس في أوروبا، كما حذرت منظمة العفو الدولية من تطبيع هذه الممارسات، مشيرة إلى أن مختبر الأمن التابع لها رصد حالات استهداف إضافية لنشطاء الإنقاذ البحري في إيطاليا.