في تطور لافت للعلوم البحرية، رصد فريق من الباحثين في جمعية "Wildlife Trust South & West Wales" ظهور سمكة القرش الملاك الأوروبي في مياه خليج كارديفان بجنوب ويلز. وقد تم ذلك عبر كاميرات تحت سطح البحر متطورة. يعتبر هذا الاكتشاف الأول من نوعه منذ عدة سنوات، بعدما كان يُعتقد أن هذه السمكة اختفت من السواحل البريطانية بسبب التدهور الحاد في أعدادها منذ ستينيات القرن الماضي.
تعد سمكة القرش الملاك الأوروبي (Squatina squatina) واحدة من أكثر أنواع القروش هشاشة في العالم. وقد صنفت كـ"مهددة بشدة بالانقراض" من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN). يمتاز هذا النوع بجسمه المسطح ولونه المشابه لرمال البحر، ما يمنحه قدرة استثنائية على التمويه والصيد عبر الكمون في قاع البحر. حيث يلتهم الأسماك، والرخويات، وسرطانات البحر.
رغم الحماية القانونية التي تتمتع بها هذه السمكة في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلا أنّ تهديدات الصيد الجارف لا تزال قائمة وخطيرة. فالصيد بالشباك القاعية يصطاد هذا النوع عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى تناقص أعداده بوتيرة متسارعة، خاصة وأنه يتكاثر ببطء شديد ويحتاج وقتاً طويلاً حتى تتعافى أعداده من الانخفاضات الحادة.
يشدد الخبراء على أنّ حماية هذا النوع تتطلب حظراً صارماً على أساليب الصيد المدمرة مثل الشباك الجارفة، خصوصاً في المناطق البحرية المحمية. حالياً، تُجري الحكومة البريطانية مشاورات عامة حول تنظيم الصيد في هذه المناطق، وسط دعوات متزايدة من النشطاء لفرض الحظر الكامل على الصيد القاعي بحراً، وذلك لضمان بقاء هذا النوع النادر واستعادة التوازن البيئي في البحار البريطانية.
ظهور القرش الملاك الأوروبي في خليج كارديفان يمثل أملاً جديداً للبيئة البحرية ومؤشراً على أهمية الجهود العلمية والحماية القانونية لاستعادة الأنواع المهددة.