كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تحقيق موسع نُشر في 27 يونيو 2025 عن أوامر عسكرية بإطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين خلال توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وبحسب التحقيق الذي أجرته الصحيفة المعارضة لحكومة بنيامين نتنياهو، فإن شهادات جنود في الجيش الإسرائيلي تؤكد تلقيهم أوامر بإطلاق النار على حشود المدنيين العزل المنتظرين للمساعدات، حتى في الحالات التي لا يشكلون فيها أي تهديد.
ونقل التحقيق عن أحد الجنود، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، قوله: "يسقط ما بين قتيل وخمسة قتلى يومياً في المنطقة التي كنت متمركزاً فيها. يتم التعامل مع المدنيين كقوة معادية، ولا توجد وسائل للسيطرة على الحشود سوى الذخيرة الحية".
وأكد جندي آخر أن المدنيين كانوا عزلاً تماماً، مضيفاً: "لم نشهد أي حالة مقاومة أو وجود أسلحة". وأشار إلى أن العملية في قطاعه أطلق عليها اسم "السمك المملح".
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، قُتل 549 فلسطينياً بالقرب من مراكز توزيع المساعدات منذ 27 مايو 2025. وأفادت منظمة أطباء بلا حدود بسقوط أكثر من 500 قتيل وإصابة نحو 4000 شخص.
وفي المقابل، نفى الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية هذه الاتهامات، واصفين تحقيق "هآرتس" بـ"الافتراءات". كما رفض جوني مور، مدير مؤسسة غزة الإنسانية، تحميل الجيش الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سقوط الضحايا.
وفي تطور لافت، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن نظام توزيع المساعدات في غزة "خطير بطبيعته" و"يتسبب في مقتل الناس"، مؤكداً ضرورة إيجاد حل عاجل لهذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة.