يشهد التعاون العسكري بين المغرب وإسبانيا مرحلة جديدة من التطور. وقد عكس الاجتماع الأخير للجنة العسكرية المشتركة في الرباط، الذي عقد تحت إشراف الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان القوات المسلحة الملكية، الإرادة المشتركة لتعزيز الروابط الاستراتيجية بين البلدين.
ويؤكد الجنرال محمد بريد أن "هذا التعاون الثنائي يندرج في رؤية شاملة لتأمين مضيق جبل طارق". وتتكثف عمليات التبادل بين القوات المسلحة للبلدين من خلال التدريبات المشتركة وتمارين الإنقاذ، مما يعزز قدرتهما على التدخل المشترك.
ويشدد فرناندو خوسيه لوبيز ديل بوزو، الممثل العسكري الإسباني، على أهمية هذا التعاون قائلاً: "شراكتنا تضمن الاستقرار الإقليمي وأمن الممرات البحرية الضرورية للتجارة العالمية."
يحظى هذا التحالف بدعم نشط من الولايات المتحدة. ويعتبر القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم) المضيق منطقة استراتيجية حيوية. وتجسد المناورات متعددة الجنسيات "الأسد الأفريقي"، التي تجمع القوات المغربية والأمريكية والإسبانية، هذا البعد الدولي.
ورغم هذا التقارب الرسمي، يظل بعض المراقبين الإسبان متيقظين إزاء تطور القدرات العسكرية المغربية والشائعات حول احتمال نقل القواعد الأمريكية إلى المغرب. غير أن هذه التحفظات لا تعيق ديناميكية التعاون المدفوعة بالمصالح المشتركة في مجال الأمن الإقليمي.
ويواصل البلدان حوارهما المؤسساتي من خلال لقاءات سنوية تتناوب بين الرباط ومدريد. ويتيح هذا الانتظام في التبادل تكييف استراتيجيتهما باستمرار لمواجهة التحديات الأمنية الناشئة في غرب البحر المتوسط.