النشرة الصحفية ليوم 21 أبريل 2025

أبريل 21 2025
منصة أخبار


تشهد العلاقات المغربية الفرنسية تحولات جيوسياسية واقتصادية غير مسبوقة، بعد سنوات من التوتر الدبلوماسي بين البلدين. فقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته الرسمية الأخيرة إلى الرباط، دعم بلاده الصريح لـ"سيادة المغرب على الصحراء الغربية"، مؤكداً في خطابه أمام البرلمان المغربي أن "حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية" (BBC عربي).

هذه الخطوة الفرنسية جاءت بعد فترة من الفتور بدأت منذ 2021، عندما خفضت باريس عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة، ما تسبب في توترات دبلوماسية حادة. لكن إعلان ماكرون دعم المغرب في قضية الصحراء تزامن مع توقيع اتفاقيات اقتصادية ضخمة بقيمة 10 مليارات يورو، تشمل مشاريع في قطاعات النقل والطاقة والبنية التحتية، من بينها منح شركة "إيجيس" الفرنسية حصة في مشروع القطار فائق السرعة بين طنجة ومراكش، وتفاوض شركة "ألستوم" على تزويد المغرب بقطارات جديدة (الحرة).

وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الفرنسي جان-نوييل بارو ثمّنا "الدينامية غير المسبوقة" للعلاقات الثنائية، واعتبرا أن صفحة جديدة قد فُتحت بين البلدين، خاصة بعد خطاب ماكرون أمام البرلمان المغربي الذي أكد فيه أن مقترح الحكم الذاتي هو الحل الواقعي والوحيد لتسوية النزاع حول الصحراء (هسبريس).

على المستوى الاقتصادي، بلغت التبادلات التجارية بين المغرب وفرنسا 14.1 مليار يورو سنة 2023، وتعد فرنسا المستثمر الأجنبي الأول في المغرب، خاصة في قطاعات السيارات والطيران والمالية والاتصالات. وترافق هذه الدينامية الاقتصادية مشاريع جديدة في الطاقة الخضراء والتكوين المهني والبنية التحتية، بما يعكس التزام البلدين بمواجهة التحديات الاقتصادية والمناخية المشتركة (أنوار بريس).

أما في ملف الهجرة، فقد أعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو من الرباط عن تشكيل مجموعة عمل مشتركة مع المغرب للتحقق من جنسية المهاجرين غير النظاميين وتسهيل ترحيلهم، في خطوة تعكس مستوى التعاون الأمني الجديد بين البلدين بعد سنوات من الخلاف حول هذا الملف (سويس إنفو).

هذه التطورات تأتي في سياق إقليمي حساس، حيث تتابع الجزائر عن كثب هذا التقارب المغربي الفرنسي، خصوصاً بعد تدهور العلاقات بين الجزائر وباريس على خلفية قضايا الهجرة وملف الصحراء. وقد ردت الجزائر بطرد دبلوماسيين فرنسيين، ما يعكس حجم التوتر في المنطقة (BBC عربي).

من جهة أخرى، يعكس هذا التحول في العلاقات المغربية الفرنسية رغبة الرباط في تنويع شراكاتها الدولية وعدم الاكتفاء بالحلفاء التقليديين، حيث عزز المغرب علاقاته مع الولايات المتحدة، التي اعترفت سنة 2020 بسيادته على الصحراء، ومع إسرائيل والصين وروسيا، في إطار استراتيجية دبلوماسية شاملة لتعزيز مكانته الإقليمية والدولية (هسبريس).