فتحت أجهزة الاستخبارات الداخلية البريطانية (MI5)، المعروفة بخبراتها الممتدة لأكثر من 115 عاماً، صفحات من تاريخها الغامض أمام الجمهور من خلال معرض جديد في لندن بعنوان "MI5: الأسرار الرسمية". يُعرض في هذا الحدث غير المسبوق وثائق وأدوات تجسس أصلية، إلى جانب اعترافات مذهلة لعملاء مزدوجين.
أحد أبرز القصص المعروضة يعود إلى كارل مولر، أول جاسوس ألماني تم القبض عليه عام 1915. ورغم اكتشاف أمره على يد العملاء البريطانيين، إلا أن "حبة ليمون" كانت السبب المفصلي في سقوطه. استخدم مولر هذه الليمونة، التي تم العثور عليها داخل معطفه، كحبر سري لإيصال رسائل حول تحركات القوات البريطانية إلى رؤسائه. قُبض عليه لاحقاً وأُعدم في برج لندن، لتصبح قصته واحدة من أكثر الحكايات التي تمثل دهاء التجسس وأخطاره.
المعرض الذي يُقام بالتعاون مع هيئة الأرشيف الوطني في كيو غرب لندن، يتناول كذلك قصصاً مرتبطة بالحرب الباردة. يعرض حقيبة شهيرة تركها غاي بورغيس، العميل المزدوج الذي فر إلى موسكو عام 1951، بالإضافة إلى جواز سفره الذي يظهر لأول مرة. وثيقة أخرى تكشف كيف تلقت الملكة إليزابيث الثانية بهدوء معلومات تؤكد أن أحد مستشاريها الفنيين، أنتوني بلانت، كان جاسوساً سوفياتياً.
يحتوي المعرض أيضاً على معروضات حديثة، مثل قذيفة هاون أطلقها الجيش الجمهوري الأيرلندي على مقر رئاسة الوزراء البريطانية في عام 1991، مما يعكس التحديات المستمرة التي يواجهها MI5 في المشهد الأمني.
وفقاً للمدير الحالي لجهاز MI5، كين ماكالوم، الحياة داخل هذا الجهاز ليست كما يراها الناس في الأفلام، بل هي "قصة أفراد عاديين يقومون بأدوار استثنائية للحفاظ على أمن البلاد". كما يُبرز المعرض التطور الاجتماعي داخل MI5، حيث أصبحت النساء يمثلن قرابة نصف العاملين في الجهاز بحلول عام 2022، في شهادة واضحة على التحولات التي شهدها على مر الزمن.