في خطاب صادم وجّه الجنرال فابيان ماندون، قائد الأركان الفرنسي، رسالة مباشرة إلى مواطني بلاده داعياً إياهم إلى الاستعداد لمواجهة أوقات عصيبة قد تفرضها تطورات الصراع مع روسيا. لم يخف ماندون خطورة المرحلة الراهنة، مشدداً على أن فرنسا تملك جميع مقومات الردع الاقتصادي والديموغرافي والمعرفي في وجه أي تهديد روسي محتمل، لكنّه أشار إلى أن العنصر الأهم الذي يفتقده الفرنسيون اليوم هو الاستعداد العقلي والروحي لدفع الثمن والتضحية.
قال ماندون إن حماية البلاد تتطلب أكثر من القوة المادية، فهي تحتاج إلى شجاعة الأمة في قبول الخسارات البشرية والاقتصادية في حال وقع نزاع فعلي مع موسكو. وأضاف أن المجتمع الفرنسي مدعو لكسر ثقافة السلام الدائم والتسليم بأن الحرب لم تعد موضوعاً بعيداً أو حكراً على الجنود فقط، بل قضية تعني كل مواطن. وأكد أن روسيا ترى في أوروبا خصماً ضعيفاً، وأن إظهار العزم على الدفاع وتحمّل الأعباء شرط أساسي لردع العدوانية الروسية وضمان أمن فرنسا على المدى البعيد.
تأتي هذه التصريحات في سياق توترات جيوسياسية مستمرة على خلفية الحرب في أوكرانيا، حيث استغل ماندون المنبر الوطني ليطلق تحذيراً بشأن ضرورة تعبئة الوعي الجماعي تجاه المخاطر المستقبلية والاستعداد لتوجيه الموارد الوطنية نحو الدفاع حتى وإن كان ذلك على حساب الرفاه الاقتصادي. بهذا، أعاد الخطاب الجدل حول علاقة المجتمعات الأوروبية بالحروب ومدى استعدادها النفسي والاجتماعي لمواجهة واقع جديد قد تُفرض فيه التضحية كثمن للأمن والسيادة الوطنية.