منح الحزب الشيوعي الروسي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ما يسمى «جائزة لينين» تقديرا لما يصفه الحزب بـ«مساهمته في البناء الاشتراكي» ودعمه لروسيا في حربها ضد أوكرانيا. تأتي هذه الخطوة في سياق تصاعد الخطاب الأيديولوجي المعادي للغرب، حيث يقدم الحزب الشيوعي الروسي مواقف كيم بوصفها نموذجًا للمقاومة في مواجهة ما يصفه بـ«العدوان الإمبريالي».
تعكس الجائزة محاولة روسية لتعزيز رمزية التحالف مع كوريا الشمالية، عبر استدعاء إرث الحقبة السوفياتية واستخدام رموزها في تلميع صورة الشراكة الجديدة بين البلدين. فتكريم كيم لا يقتصر على البعد العقائدي، بل يحمل أيضًا رسالة سياسية موجهة للغرب، مفادها أن موسكو ليست معزولة، وأن لديها حلفاء مستعدين لتبنّي روايتها للصراع في أوكرانيا ودعمها دبلوماسيًا وربما عسكريًا.
من جانب آخر، تستثمر بيونغ يانغ هذا النوع من التكريم لتعزيز شرعية نظامها داخليًا، عبر الظهور بمظهر الدولة التي تحظى باعتراف ودعم قوى كبرى، ولترسيخ خطابها القائم على العداء للولايات المتحدة وحلفائها. كما يمنح هذا التقارب كيم جونغ أون هامشًا أوسع للمناورة في مواجهة الضغوط والعقوبات الدولية، من خلال توظيف العلاقة مع روسيا كورقة توازن في معادلة الصراع مع واشنطن وسيول وطوكيو.
في البعد الجيوسياسي، يندرج هذا التقارب في إطار تشكل محور واضح يضم روسيا وكوريا الشمالية، وربما الصين بدرجة محسوبة، في مواجهة الولايات المتحدة وشبكة تحالفاتها في أوروبا وآسيا. فالتقاطع بين الدعم السياسي والتعاون العسكري والتبادل الاقتصادي، يجعل من مثل هذه الجوائز أكثر من مجرد حدث بروتوكولي، ويحوّلها إلى مؤشر على إعادة تشكل خطوط الاستقطاب الدولي في مرحلة ما بعد الحرب الأوكرانية.