مظاهرات ليلية ونساء بلا حجاب في طهران وكرج في الذكرى الثالثة لمقتل مهسا أميني

أضيف بتاريخ 09/17/2025
منصة أخبار

>

انطلقت الليلة الماضية مظاهرات متفرقة في العاصمة الإيرانية طهران ومدينة كرج، بالتزامن مع حلول الذكرى الثالثة لمقتل الشابة الكردية مهسا أميني، التي أصبحت رمزًا لانتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية".

يتجدّد الحراك الشعبي تحت مراقبة أمنية كثيفة، حيث أصرّت مجموعات، خاصة من النساء، على الظهور دون حجاب في تحدٍ جماعي لقوانين الدولة الصارمة وهو حدث أصبح متكرراً في السنوات الأخيرة وبلغ ذروته هذه الليلة.

وفاة مهسا أميني في سبتمبر 2022 أثناء احتجازها من قبل شرطة الأخلاق فجّرت واحدة من أكبر موجات الاحتجاجات في تاريخ الجمهورية الإسلامية، حين انتشرت نيران الغضب من طهران إلى مختلف محافظات البلاد مرورًا بالمنافي والجاليات الإيرانية حول العالم.

لم تكن مظاهرات تلك الفترة مجرد مواجهة لقضية الحجاب، بل حملت سريعًا مطالب أوسع تشمل إصلاحات سياسية واجتماعية وحقوقية. لكن السلطة قابلت موجة التمرد الشعبية بقمع شديد—القتل، الاعتقال التعسفي، وأحكام الإعدام، وفق تقارير حقوقية ووثائق أممية تحدثت عن تعذيب واغتصاب واعتقالات طالت حتى عائلات الضحايا والناشطين.

ورغم أن كثافة الاحتجاجات المفتوحة خفّت بفعل القبضة الأمنية، إلا أن الذكرى السنوية صارت محطة لاختبار توازنات الشارع وحيوية روح المعارضة.

تشير تقارير ميدانية وحقوقية هذا الأسبوع إلى عودة المظاهرات المحدودة في طهران وكرج ومدن أخرى، وظهور لافت لنساء بلا حجاب متحدياتً بذلك قانون الدولة؛ هذا الحضور الرمزي يُقابل بردع أمني واسع يشمل حملات اعتقال وتهديد للعائلات، بينما تستمر حملة "ثلاثاء لا للإعدام" بإضراب المعتقلين عن الطعام داخل السجون، في إشارة إلى رفض الخضوع واستمرار المطالبة بالعدالة.

خارج إيران، تواصل الجاليات تنظيم الفعاليات الاحتجاجية في مدن أوروبية وأميركية، حيث يرفع المشاركون صور ضحايا الاحتجاجات ويطالبون بإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، ما يعكس تحول مهسا أميني إلى "أيقونة" عالمية للنضال ضد القمع.

على الرغم من محاولات السلطة لاحكام قبضتها، يلفت مراقبون دوليون إلى أن إرادة التغيير لم تعد محصورة بجنبات النخب السياسية أو خلف أبواب البيوت، بل صارت تتجلى في الشارع وحركات النساء وحضور الشباب الذي يكاد يكون يومياً في الساحات والمقاهي والمراكز التجارية.

وتؤكد شهادات ناشطات وناجين من القمع أن الأمل بالحرية لا يموت رغم الثمن الباهظ الذي دفعوه: من الإصابات الجسدية والصدمات النفسية إلى العيش في المنفى والتهديدات المستمرة.

تبقى الذكرى الثالثة لمهسا أميني عنوانًا مفتوحًا لمواجهة طويلة الأمد، بين نظام لم يتخلَ عن سياساته القمعية، وجيل يتحدى الخوف ويعيد تعريف أشكال المقاومة كل عام..