شهد البرلمان الإيطالي تعطيلاً مؤقتًا لجلسة أسئلة للحكومة، الأربعاء الماضي. فبينما كان النواب يناقشون القضايا الملحة، فاجأهم النائب ريكاردو ماجي، العضو في حزب "+أوروبا" الوسطي، وهو يقتحم القاعة مرتدياً زيّاً تنكرياً على شكل شبح! كان ماجي يرتدي ملاءة بيضاء تغطي جسده بالكامل، مع فتحتين للعينين، وكتب عليها كلمة "استفتاء" بخط واضح.
وقد اندفع النائب "الشبح" نحو منصة الحكومة، حيث كانت تجلس رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني وأعضاء حكومتها، قبل أن يتم اعتراضه بسرعة من قبل حراس البرلمان الذين قاموا بإخراجه من القاعة.
وبرر ماجي فعلته الاحتجاجية هذه بأنها تأتي كرد فعل على حملة الحكومة التي وصفها بأنها تشجع على عدم المشاركة في الاستفتاءات المقررة في الثامن والتاسع من يونيو القادم. وتتعلق هذه الاستفتاءات بمقترح إلغاء قانون "جوبز آكت" الذي تم إقراره في عام 2015 بهدف جعل سوق العمل أكثر مرونة، بالإضافة إلى مقترح آخر لتخفيض مدة الإقامة اللازمة للحصول على الجنسية الإيطالية من عشر سنوات إلى خمس سنوات.
ويأمل معارضو هذه المقترحات، ومن بينهم أعضاء في حزب رئيسة الوزراء، أن يؤدي الإقبال الضعيف على التصويت إلى عدم تحقيق النصاب القانوني اللازم لاعتماد نتائج الاستفتاء. وقد صرح رئيس مجلس الشيوخ، إغنازيو لا روسا، علناً بأنه سيقوم بحملة لحث الناس على البقاء في منازلهم وعدم التصويت.
ولم يكن اختيار ماجي لزي الشبح عشوائياً، فهو يرمز إلى رغبة الحكومة في تحويل مراكز الاقتراع إلى قاعات مهجورة وخالية من الناخبين. كما أنه يمثل إشارة إلى حركة احتجاجية مماثلة قام بها النائب في الحزب الراديكالي الإيطالي، ماركو بانيلا، الذي ظهر متخفياً في زي شبح على شاشة التلفزيون في عام 1997 للاحتجاج على قلة النقاش حول استفتاء يتعلق بالصيد.
يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الواقعة الغريبة ستؤثر على النقاش العام حول الاستفتاءات القادمة أم أنها ستمر مرور الكرام في سجلات البرلمان الإيطالي.
